دخول
مجموعة من التلاوات
مجموعة من التلاوات العطرة لا تنسونا من خالص دعائكم ابو بلقيس
إلا صلاتي
.المواضيع الأخيرة
عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
إسماعيل عليه السلام(2)
صفحة 1 من اصل 1
إسماعيل عليه السلام(2)
والشدة. قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك. وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها، فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه. وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض. كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم. قال إبراهيم لإسماعيل: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فان الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك. صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس في الأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى. بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله. وبدأ بناء الكعبة.. والكعبة مجموعة من الحجارة التي لا تضر ولا تنفع.. ولا تزيد على غيرها من الحجارة ولا تقل، لكنها رغم ذلك رمز للتوحيد الإسلامي، وتنزيه الله.. كان آدم على التوحيد الرفيع والإسلام والتنزيه المطلق.. وكان إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين. قال تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ الكعبة حجرة جبارة من الحجارة.. تمتد في الأرض لعمق الأساس القديم الذي حفره إبراهيم وإسماعيل.. هدمت في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم. نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت -بعد ذلك- محاكاته على آلاف الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل. أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال، ولكنهما بنياها معا. ------------ لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما. لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ها هو ذا الرمز يسفر عن أقنعته الشفافة لنرى وجه الحقيقة الخالد وراءه.. الغرض الأصلي هو الرجوع إلى الله.. أن يتقبل السميع العليم.. وتلك غاية إخلاص المخلصين.. وطاعة الطائعين.. وخوف الخائفين. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن -سبحانه- ولا يأمن أحدهما مكر الله تعالى، وهما يعبدان الله أصفى ما تكون العبادة، ويبنيان بيته المعمور، ويسألانه أن يتقبل عملهما.. ويسألانه بعدها الإسلام وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ أرنا أسلوب العبادة الذي ترضاه.. أرنا كيف تحب أن نعبدك في الأرض.. وتب علينا.. إنك أنت التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه.. يجاوزانه بالحدس ويدعوان الله: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ تحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة. انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة. سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. من الذي أحضره إليك يا أبت؟ قال إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام. انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان.. قال تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ أنظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام. وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم. قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل. مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين. قال تعالى في سورة (الحج): وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ
رياض القرعاني- المدير العام
- الأوسمه :
عدد المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
مواضيع مماثلة
» إسماعيل عليه السلام
» آدم عليه السلام(3)
» قصة هود عليه السلام (1)
» قصة هود عليه السلام (2)
» قصة هود عليه السلام (3)
» آدم عليه السلام(3)
» قصة هود عليه السلام (1)
» قصة هود عليه السلام (2)
» قصة هود عليه السلام (3)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 02, 2011 1:27 pm من طرف محمد علي
» هكذا علمتني الحياة 2
الجمعة سبتمبر 09, 2011 3:34 pm من طرف admin
» خواطر من الغربة
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 10:57 pm من طرف محمد علي
» نسب القرعان
الأحد سبتمبر 04, 2011 8:22 pm من طرف admin
» اطفالنا - الغالي
الأحد يوليو 24, 2011 2:15 pm من طرف admin
» غريب على الخليج
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:34 am من طرف الفراتي
» لن ابوح بشوقي
الثلاثاء يناير 18, 2011 12:14 am من طرف الفراتي
» لكم أنتم.......
الإثنين يناير 03, 2011 11:28 pm من طرف محمد علي
» هل أجد لي مكان بينكم
الإثنين ديسمبر 13, 2010 7:16 pm من طرف محمد علي
» قصة قصيدة يقول من عدى على راس عالي
الإثنين ديسمبر 13, 2010 6:54 pm من طرف محمد علي